A Review Of الخير في الشر والشر في الخير
A Review Of الخير في الشر والشر في الخير
Blog Article
والرجل في ذلك صنو الطفل سواء بسواء، ينفعل انفعاله بمجرد رؤية ما يرضيه أو يغضبه، ولا يفترق منه إلا بأنه يستطيع ضبط انفعاله أو إخفاءه بما له من إرادة وإدراك لعرف المجتمع ومواضعاته...
هذه المشكلة العويصة ألهبتْ فكر الإنسان منذ فجر الإنسانية، ورمته بين أنياب الصراع، تعتصره الهواجس، وتُحطِّمه الشكوك والظنون، وهو حائر حائر، لا يجد لنفسه دليلاً ولا مرشدًا.
نعم إن الآية تحتمل أن يراد بالنصيب معنى العدد ـ قليلاً كان أم كثيراً ـ ولكن احتمالها لما اخترناه أوضح وأقوى، فإن الآية به تبدو واسعة الأفق، فتشمل العدد وغير العدد بدون تكلف أو تأويل لنصها اللغوي، وخصوصاً أنه لا يستطيع أن يتَّخذ من عباد الله تعالى أي عدد إلا إذا كان له في النفوس جانب ممهد، ونصيب مطاوع...
إذًا فصورة الإنسان في نظر الإسلام - صورة خيِّرة - ونظرة الإسلام إلى الإنسان أنه خير بطبعه وجبلَّتِه وما خلق عليه، بدلالة قوله تعالى:
ومما تقدم نستطيع أن ندرك أمراً له شأنه في توجيه مسائل الخير والشر، وتمييز قيمهما... ذلك أن مصادر الخير الحسي أقرب من مصادر الخير المعنوي إلى حواس الإنسان وإدراكه الأول الغريزي، فمنذ بدا كل منا يعي نفسه ويدرك ما حوله، الخير في عطف الشر وجد كائنات الطبيعة وما إليها من ظواهر حسيّة تحت سمعه وبصره: يرى شخوصها، ويسمع أصواتها، ويذوق طعومها، ويشم روائحها، ويتفاعل معها بسائر حواسه...
(قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).
.. انفعالات غرائز في خفايا الفطرة الروحية ليست من مباحث علماء النفس في هذا العصر...
طيب، فباعتبار تقدير الله له ليس بشر، بل هو خير، حتى وإن كان لا يلائم الإنسان، وإن كان يؤذيه، وإن كان يضره فهو خير باعتبار ايش؟ تقدير الله له.
دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ... أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
وأعجبه من ذلك ما أعجبه ـ بحكم ما له من ميول وغرائز تنفعل تلقائياً بأثر الحواس ـ فكان هو الخير... وساء من ذلك ما ساءه ـ بحكم تلك الغرائز نفسها ـ فكان ما ساءه هو الشر.
فضرب الحياة الظاهرة، يمثله في الإنسان انفعال غرائز بشريته من قريب بمباشرة ظاهر الكون...
ولعل نقطة الارتكاز في هذا البحث أن تعرف علاقة الشر والخير بالنفس البشرية :هل هما من فطرة تلك النفس؟ أو هما طارئان عليها ؟ أو أن أحدهما طارئ عليها، والآخر غريزي فيها؟.
وفي الآية من المعاني: أن مفهوم الآخرة ليس مقصوراً على دار الجزاء الأخروي بعد البعث، بل يشمل آخره بمعنى آخر، هي عالم الباطن الذي يغفل عنه الناس وهو حاضر معهم... آخره هي معدن خيرهم المعنوي ومصدره الذي تحدثنا عنه...
وكان مما زاد الأمر تعقيدًا أمام الإنسان في القديم، أن المعتقدات التي اعتقدها لم تستطع أن تجد حلاًّ لمشكلته هذه.